أكتوبر 1, 2022

رغم تخفيف القيود.. الجائحة استحدثت عادات اجتماعية ووقائية استمرت لأكثر من عامين

دبي- الإمارات العربية المتحدة، أكتوبر 2022: شهدت الإنسانية ظروفاً استثنائية في أعقاب تفشي فيروس كوفيد- 19 الذي هز أرجاء العالم في مستهل عام 2020؛ وما لبث أن تغير وجه الحياة دون أن تلوح في الأفق القريب أي بوادر مؤكدة تشير إلى موعد العودة إلى سابق عهد ما قبل فرض القيود وإغلاق الدول حدودها ووضع المسافات بين الأفراد.

اتخذ العالم آنذاك حزمة إجراءات ممنهجة ومتزامنة بتنسيق دولي غير مسبوق لم يذكر التاريخ مثيلاً له على مدار العقود المنصرمة. ومع ارتفاع أعداد الإصابات حول العالم بُذلت جهود شمولية وغير تقليدية في محاولة للحد من تفشي الوباء بدافعٍ من مسؤولية الحكومات وتماشياً مع توصيات منظمة الصحة العالمية التي أعلنت كوفيد- 19 وباءً عالمياً سريع الانتشار ومهدداً للحياة.

ألقت الحالة الاستثنائية المعتمة بظلالها على جوانب الحياة كافة، إذ تغيرت المفاهيم والسلوكيات المجتمعية وتبدلت التوجهات العامة نحو جوانب ظلت معتادة ومستقرة حتى وقت قريب، بل ودفعت نحو استخدام أساليب معيشية جديدة تواكب متطلبات الأوضاع الجديدة في خضم ما أُطلق عليه “زمن الجائحة”.

لم يكن مركز الديرة بمنأى عن تلك التغيرات الاجتماعية الجذرية التي عاصرها وكان جزءً لا يتجزأ منها، بل تابع عن كثب تطورات الوضع على جميع الأصعدة مبادراً فور اندلاع الأزمة إلى استقصاء الرأي العام حول قضايا بالغة الأهمية في ظل الإدارة المحلية للظروف الطارئة؛ وشمل ذلك قياس مؤشر الثقة العام في الإجراءات الحكومية للتصدي للجائحة وكفاءة الاستجابة السريعة لحالة الطوارئ؛ ولاحقاً تقييم انطباعات أفراد المجتمع إزاء وفرة السلع الغذائية في إطار تحقق الأمن الغذائي خلال فترة الأزمة. كما عمل المركز على توثيق الخط الزمني لتطور الإجراءات المتبعة في ذلك الوقت من حيث دعم استمرارية الأعمال وإقامة المنشآت الطبية الميدانية وفرض التدابير الوقائية.

وبعد مرور عامين على تفشي الجائحة وما تخللهما من موجات مد وانحسار للوباء، وخلال فترة التعافي التدريجي والتطلع نحو استعادة الحياة بشكلها السابق، أطلق مركز الديرة استطلاعاً جديداً للرأي العام رامياً إلى استشعار الآراء بشأن التداعيات الملموسة على نمط الحياة العامة، ومدى تأثر المشاعر الإنسانية التي سرعان ما باتت عالقة بين مطرقة المخاوف وسندان الشك وعدم اليقين إزاء المستقبل.

مستبشراً بقرب انتهاء الوباء وعودة الحياة إلى طبيعتها، أجرى المركز دراسة “الأثر الاجتماعي لجائحة كوفيد- 19 على مجتمع إمارة دبي”، والتي تناولت نقاطاً محورية ترتبط بالتغيرات الطارئة على نمط الحياة، وأيضاً تأثير الجائحة على الصحة النفسية والقدرة الشرائية للأفراد، والاتجاه العام نحو الحصول على اللقاح، وتلقيح الأطفال بشكل خاص، ومصادر المعلومات المتوفرة عن تلك اللقاحات ومدى كفايتها.

………………………

أوضحت نتائج استطلاع الرأي أن الجائحة أكسبت أفراد المجتمع عادات جديدة ظلت ملازمة لهم حتى وقت إجراء الدراسة رغم انقضاء عامين على تفشي الوباء؛ وهو ما يعكس إلى أي مدى امتد هذا التغيير الذي طرأ على نمط الحياة بشكلٍ أو بآخر.

عادات أسفرت عنها الجائحة

الاستمرار في ارتداء الكمامة كان أكثر تلك العادات المستجدة التي لم يتوقف عنها أفراد المجتمع رغم تخفيف الإجراءات الاحترازية حسب إفادة 84.3% من إجمالي عدد المشاركين في استطلاع الرأي.

ويمكن القول بأن العادات المستحدثة التي يكتسبها أفراد المجتمع خلال الفترات الحرجة ربما تستغرق وقتاً أطول حتى تتلاشى، إذ أفاد 19.6% فقط من إجمالي عدد المستجيبين بأنهم سيتوقفون فوراً عن وضع الكمامة إذا ما أصبح ارتداؤها أمراً اختيارياً، مقابل 40.5% أكدوا استمرارهم في وضعها بصرف النظر عن مدى إلزاميتها، بينما هناك 39.9% أرجعوا قرارهم إلى طبيعة الظروف في ذلك الحين.

يتضح أن المشاركين الأكبر عمراً هم أيضاً الأكثر التزاماً بارتداء الكمامة مقارنة بفئة الشباب أقل من 30 عاماً، حيث ما يتراوح بين 40.8% و50.0% من الفئات العمرية من 30 إلى 60 عاماً أو أكثر أكدوا أنهم سيستمرون في وضعها حتى في حال أصبحت اختيارية.

لم يكن ارتداء الكمامة هو السلوك الوحيد الذي أسفرت عنه الجائحة، ولكن هناك أيضاً 57.8% كانوا لا يزالون يفضلون البقاء في المنزل لوقت أطول كسلوك أصبح معتاداً منذ تفشي الوباء؛ بينما استمر 55.7% في التسوق عبر الإنترنت رغم عودة المتاجر والأسواق للعمل بشكل طبيعي.

وواصل أيضاً 55.6% من المشاركين في الدراسة تجنب مخالطة الآخرين أو ارتياد الأماكن المكتظة والفعاليات المزدحمة، كما استمر أكثر من نصف المستجيبين في طلب توصيل الطعام وتقليل الذهاب إلى المطاعم بنسبة 53.6%.

امتد أثر الجائحة ليشمل جوانب حياتية أخرى، حيث أفاد 45.3% من المشاركين في استطلاع الرأي بأنهم كانوا لا يزالون يتجنبون السفر؛ بينما واصل 34.8% تقليل الإنفاق والعمل على زيادة الادخار.

القلق من الإصابة بكوفيد- 19

بلغت الجائحة أعتاب عامها الثالث، ورغم تراجع المخاطر الصحية وتخفيف القيود، أوضح استطلاع الرأي أن هناك شعوراً سائداً بالقلق من الإصابة بفيروس كورونا، وذلك بحسب إفادة 52.2% من المستجيبين الذين عبّروا عن استمرار خوفهم من التقاط العدوى بدرجات متفاوتة سواء بشكل تام أو إلى حدٍ ما.

كانت الإناث أكثر تعبيراً عن القلق من الإصابة بكوفيد- 19 إذ بلغت نسبتهن 69.4% من إجمالي عدد المشاركات مقارنة بـ 41.0% من الذكور.

وعلى صعيد متصل، أوضحت هذه الفئة من المستجيبين أن هناك عدداً من الأنشطة التي كانت لا تزال تشكل مصدراً رئيسياً لشعورهم بالقلق.

فمن بين 52.2% هم من عبّروا آنفاً عن شعورهم بالقلق، أفاد 67.6% بأن هاجسهم الأكبر تمثّل في حضور حفلات الزفاف؛ إضافة إلى حضور الحفلات الموسيقية والفعاليات الرياضية بنسبة 65.5%. فيما أشار 57.4% من المستجيبين إلى أن ارتياد مراكز التسوق كان هو العامل الرئيسي المثير للقلق لديهم آنذاك، و56.8% العمل داخل مساحة مكتبية مغلقة، و55.4% ارتياد المطاعم وحضور مآدب الطعام في منازل المعارف، و54.2% السفر والمطارات، و51.8% صالونات التجميل والحلاقة، و51.5% الصالات الرياضية، و50.3% العطلات الخارجية.

تبين من النتائج أن الأنشطة التي اعتبرها المشاركون مصدراً رئيسياً للقلق من الإصابة بفيروس كوفيد- 19 اختلفت باختلاف الفئة العمرية، الأمر الذي يعكس التباين الملحوظ في الأماكن التي يرتادها المستجيبون حسب أعمارهم، حيث جاءت الحفلات الموسيقية والفعاليات الرياضية في المرتبة الأولى ضمن مصادر القلق بين 69.2% من المشاركين اليافعين ضمن الفئة العمرية من 18 إلى 29 عاماً.

في المقابل كان حضور حفلات الزفاف سبباً رئيسياً للقلق لـ 68.8% من المستجيبين بين 30 و39 عاماً، و77.8% من المستجيبين بين 40 و50 عاماً، و69.2% من المستجيبين بين 51 و60 عاماً. أما ارتياد المطاعم وحضور مآدب الطعام في المنازل، فقد كان أهم مصدر للقلق لـ 60.0% من المستجيبين البالغين من العمر 61 عاماً أو أكثر.

نمط الحياة عقب تفشي الوباء

ألقى استطلاع الرأي الضوء على نمط الحياة في أعقاب جائحة كوفيد- 19، حيث طُرحت عدة خيارات تصف إلى أي مدى اختلفت الحياة مقارنةً بفترة ما قبل تفشي الوباء، سواء تغيرت تماماً، أو كانت طبيعية ومماثلة تماماً، أو مماثلة إلى حدٍ ما.

 وقد أوضح 82.0% من المشاركين أن حياتهم تغيرت سواء تماماً بنسبة 46.3% أو ظلت مماثلة ولكن إلى حدٍ ما بنسبة 35.6%.

وفي المقابل، أكد 53.8% من المشاركين أن حياتهم، وقت استطلاع الرأي، باتت طبيعية ومماثلة لما كانت عليه قبل الوباء سواء تماماً بنسبة 18.2% أو إلى حدٍ ما بنسبة 35.6%.

الجدير بالذكر أن 35.6% هي نسبة مشتركة بين كلٍ من المستجيبين الذين نفوا أو أكدوا تغير حياتهم عقب الجائحة وهم من أشاروا إلى أن الحياة كانت مماثلة إلى حدٍ ما، الأمر الذي يضع مجالاً محتملاً لحدوث تغيير أيضاً بنفس النسبة.

ومن بين هؤلاء الذين اعتقدوا أن حياتهم باتت طبيعية خلال وقت استطلاع الرأي، البالغة نسبتهم 53.8%، هناك من ألمح إلى التوقف عن بعض العادات المستحدثة التي أسفرت عنها الجائحة؛ وهو ما تم الاستدلال عليه من خلال استئنافهم لبعض العادات القديمة التي كانوا يقومون بها بشكل طبيعي قبل الوباء، منها ارتياد المطاعم وحضور التجمعات بنسبة 81.5%، وزيارة منازل الأصدقاء أو الجيران أو الأقارب 73.1%، واستقبال الزوار في المنزل 63.3%، والسفر إلى الخارج 46.5%، وتقليل إجراءات التعقيم 34.4%.

 أثر الجائحة على القدرة الشرائية

من ناحية أخرى، تناول استطلاع الرأي أثر الجائحة على الحالة الاقتصادية لعينة الدراسة من حيث القدرة الشرائية والتحديات المالية بشكل عام. وقد أكد 50.8% من المستجيبين أن قدرتهم الشرائية ظلت كما هي ولم تشهد أي تغيير على الإطلاق، و31.7% تأثرت قدرتهم الشرائية بشكل سلبي.

سُجّلت أعلى نسبة للتأثير السلبي للجائحة على القدرة الشرائية بين المشاركين العرب حيث بلغت 47.5%، كما بلغ التأثير السلبي أقصاه بين الذكور بنسبة 34.2% من العدد الإجمالي. وحسب الفئة العمرية، بين المستجيبين 30-39 عاماً و40–50 عاماً بنسبة 33.8% و32.1% على التوالي، وهي بالأحرى فئة سن العمل. وحسب الحالة الوظيفية بلغ التأثير السلبي لدى فئة غير العاملين الذين لا يبحثون عن عمل 40.0%، وموظفي الدوام الجزئي 38.9%، والدوام الكامل 32.2%.

أسباب تأثر القدرة الشرائية سلباً

من أصل 31.7% تأثرت قدرتهم الشرائية بشكل سلبي عقب الجائحة، أرجع 52.5% السبب في ذلك بشكل عام إلى انخفاض الدخل بسبب تقليل الرواتب، و51.5% إلى الخوف من المستقبل والشعور بعدم اليقين، و35.3% إلى انخفاض الدخل بسبب فقد الوظيفة/إغلاق العمل.

وفيما يتعلق بالسبب الرئيسي في تأثر القدرة الشرائية سلباً من حيث نوع الجنس، جاء تقليل الرواتب سبباً رئيسياً لـ 53.7% من الذكور، والخوف من المستقبل والشعور بعدم اليقين لـ 52.9% من الإناث.

ومن حيث الجنسية، تقليل الرواتب جاء سبباً رئيسياً في تأثر القدرة الشرائية سلباً بين 62.1% من العرب، فيما كان الخوف من المستقبل والشعور بعدم اليقين هو السبب الرئيسي بين 62.9% من الآسيويين، و45.5% من الإماراتيين. وفيما يتعلق باستجابات المشاركين من الأمريكتين وأوروبا، فقد تم اختيار فقد الوظيفة/إغلاق العمل بنسبة 56.3%، وانخفاض الدخل بسبب تقليل الرواتب بنسبة 43.8%.

أوضحت الدراسة أن هناك عدداً من الأنشطة والممارسات المعتادة التي بدورها تأثرت بضعف القدرة الشرائية لدى هذه الفئة من المستجيبين البالغ عددهم 204 من أصل 644 والذين يشكلون 31.7% من إجمالي حجم العينة.

أفاد 81.4% منهم بأن السفر وقضاء العطلات هو أكثر نشاط تأثر لديهم. شملت الأنشطة المتأثرة أيضاً التسوق بحسب إفادة 64.2%، وارتياد المطاعم بين 61.8%؛ فيما لجأ 56.9% إلى خفض النفقات الأسرية/شراء أغراض منزلية أقل سعراً.

كما أفاد ما يزيد عن ثلث المستجيبين بواقع 44.1% بأن أكثر ما تأثر بتراجع القدرة الشرائية لديهم هو تكلفة السكن/الإيجار، و32.4% إعالة الأسرة/الاضطرار إلى إعادة أفراد الأسرة إلى الوطن، و30.9% نفقات التعليم المدرسي.

اللافت للانتباه أن الجائحة كان لها أثر إيجابي ولكن محدود على القدرة الشرائية لدى 17.5% من إجمالي عدد المشاركين؛ وهي نسبة طفيفة أثمر عنها ارتفاع فرصة ادخار الأموال وتقليل النفقات في ظل تفشي الوباء والإغلاق، وقد كان هذا الأثر الإيجابي حليفاً لـ 22.2% من الإماراتيين، و20.4% من الآسيويين.

أسباب تأثر القدرة الشرائية إيجاباً

من أصل 17.5% من إجمالي عدد المستجيبين، وهم من تأثرت قدرتهم الشرائية بشكل إيجابي، أرجع 60.2% السبب في ذلك إلى تحديد نطاق السفر وقضاء العطلات، و54.0% تقليل ارتياد المطاعم، و50.4% تقليل التسوق، و47.8% تقليل شراء السلع الفاخرة غير الأساسية.

وحسب نوع الجنس، تعود أسباب تحسن القدرة الشرائية بين 13.5% من الذكور إلى تحديد نطاق السفر وقضاء العطلات بنسبة 58.5%، وتقليل ارتياد المطاعم 54.7%، وتقليل شراء السلع الفاخرة غير الأساسية 50.9%.

أما الإناث، لدى 23.8% منهن، كان السبب تقليل التسوق بنسبة 63.3%، وتحديد نطاق السفر وقضاء العطلات 61.7%، وتقليل ارتياد المطاعم 53.3%؛ وهي بيانات تعكس اختلاف الاهتمامات وأوجه الإنفاق بين الجنسين.

وفيما يتعلق بالاستجابات حسب الجنسية، فقد أرجعت النسبة الكبرى من المستجيبين سبب التأثير الإيجابي على قدرتهم الشرائية إلى تحديد نطاق السفر وقضاء العطلات، الأمر الذي يبدو متسقاً مع قيود الحركة التي صاحبت الإغلاق وصعوبة زيارة الأجانب لبلدانهم خلال فترة الوباء. وقد سجّل هذا الاختيار 64.1% من الآسيويين، و75.0% من المستجيبين من الأمريكتين وأوروبا، و100% من الأفارقة غير العرب، بينما كانت أقل نسبة بين العرب بلغت 33.3%، والمواطنين الإماراتيين 57.1%.

من أصل 22.2% من المواطنين الإماراتيين الذي تأثرت قدرتهم الشرائية بشكل إيجابي، أرجع 78.6% السبب إلى تقليل الإنفاق على السلع الفاخرة غير الأساسية، و71.4% تقليل ارتياد المطاعم.

أرجع المستجيبون العرب الذين شعروا بتأثير إيجابي على قدرتهم الشرائية، البالغة نسبتهم 12.3% من إجمالي حجم العينة، السبب إلى تقليل الإنفاق على السلع الفاخرة غير الأساسية، وتقليل ارتياد المطاعم، وتحديد نطاق السفر والعطلات بنسب متساوية بلغت 33.3% لكلٍ منها على حدة.

 أثر الجائحة على الصحة النفسية

فيما يتعلق بأثر الجائحة على الصحة العقلية والنفسية، أفاد 50.3% من إجمالي عدد المشاركين في استطلاع الرأي بعدم شعورهم بتغيير بالغ، بينما 21.6% أكدوا أنهم أصبحوا في حال أفضل. ولكن في المقابل، أوضح 28.1% أنهم باتوا أكثر توتراً عما كان عليه الحال قبل تفشي الوباء.

تم التعبير عن الشعور بالتوتر بين 34.1% من الإناث و24.2% من الذكور من إجمالي حجم العينة، بينما بلغت النسبة أعلاها بواقع 38.1% لدى الفئة العمرية 30 و39 عاماً.

وقد أوضح تحليل البيانات أن هناك ارتباطاً بين تأثر الحالة النفسية وتراجع القدرة الشرائية بشكل عام، حيث تبين أن 59.1% من المواطنين الإماراتيين الذين تأثرت قدرتهم الشرائية سلباً أصبحوا أكثر توتراً بسبب الجائحة؛ و51.7% من المستجيبين العرب ضمن هذه الفئة.

بسؤال إجمالي عدد المشاركين في استطلاع الرأي عن الأعراض النفسية التي شعروا بها منذ تفشي الجائحة، سجّل القلق والتوتر خوفاً من الإصابة بالمرض أعلى نسبة بلغت 50.7%، والعزلة والوحدة 32.0%، والشعور المتزايد بعدم الأمان 29.4%، وعدم التركيز 26.2%، ونوبات الغضب 24.2%، واضطرابات النوم 22.3%.

أما فيما يتعلق بالاستجابات حسب فئتي الذكور والإناث، فقد سجّل الشعور بالقلق والتوتر خوفاً من الإصابة بالمرض بين الإناث 62.7% والذكور 42.9%. كما بلغت نسبة اختيار العزلة والوحدة 39.7% بين الإناث و27.1% بين الذكور، والشعور المتزايد بعدم الأمان 33.7% بين الإناث و26.5% بين الذكور، فيما عبّر عن عدم التركيز 33.3% من الإناث و21.7% من الذكور؛ أما نوبات الغضب 31.3% بين الإناث و19.6% بين الذكور، وأخيراً اضطرابات النوم بنسبة 28.1% من الإناث و18.6% من الذكور.

بشكل عام، بدت الإناث أكثر تأثراً بالجائحة حيث ارتفعت نسب شعورهن بالأعراض النفسية السلبية مقارنة بالذكور.

وسائل التعبير عن القلق

بسؤال إجمالي عدد المشاركين في استطلاع الرأي عن الوسيلة التي عبروا من خلالها عن قلقهم، تبين أن هناك 51.9% لم تتسبب الجائحة في شعورهم بأي قلق على الإطلاق، ولكن هناك 39.4% أوضحوا أنهم لجأوا إلى مشاركة مشاعرهم ومخاوفهم مع المحيطين بهم من أفراد الأسرة والأصدقاء.

كانت ممارسة التأمل/اليوغا أيضاً وسيلة للتعبير عن القلق لدى نسبة قليلة من المستجيبين بلغت 8.4%، وهو نشاط شهد انتشاراً ملحوظاً خلال فترة الإغلاق.

وفيما يعكس الانخفاض الملحوظ في نسبة الإقبال على تلقي المساعدة المهنية في مجال الدعم النفسي، هناك 3.7% فقط من إجمالي عدد المشاركين في استطلاع الرأي هم من لجأوا إلى استشارة أخصائي نفسي/طبيب نفسي للتعبير عن قلقهم، فيما طلب 3.3% المساعدة من استشاري علاقات أسرية.

الاتجاه العام نحو لقاح كوفيد- 19

وعلى صعيد آخر، أكدت الغالبية العظمى من المشاركين في استطلاع الرأي بنسبة 93.9% أنها حصلت على لقاح كوفيد- 19. ولكن 12.3% من المشاركين العرب لم يحصلوا على اللقاح ليشكلوا أكثر جنسية فضّلت عدم تلقي اللقاح مقارنة بالجنسيات الأخرى التي بلغت أعلى نسبة فيها 7.1% فقط.

وفيما يتعلق بأسباب الحصول على اللقاح، أرجع 62.3% سبب قرارهم إلى الرغبة في تجنب القيود، و53.8% الرغبة في حماية الآخرين والحفاظ على حياتهم، و52.4% لتلبية طلب جهة العمل. كما أفاد 47.6% بأن السبب هو الحاجة إلى السفر للخارج، و45.7% الرغبة في استعادة الحياة الطبيعية (ما قبل تفشي الوباء)، و43.4% بسبب الثقة في فعالية اللقاح.

هناك 1.6% ذكروا أنهم كانوا لا يزالون يفكرون في الحصول على اللقاح حتى وقت إجراء الاستطلاع، بينما أكد 4.5% أنهم لم يحصلوا على اللقاح، أرجع 34.5% منهم السبب إلى القلق من الأعراض الجانبية المحتملة للقاح، و31.0% لكلٍ من الشعور بالارتباك بسبب تعدد اللقاحات، وعدم الشعور بأي قلق من الإصابة بالمرض.

 مصادر المعلومات حول اللقاح

بسؤال المشاركين عن مصدر معلوماتهم حول لقاح كوفيد- 19، كشف نتائج استطلاع الرأي أن ما يقرب من نصف المستجيبين بنسبة 45.5% حصلوا على معلوماتهم من مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات.

وقد بلغت نسب اختيار مصادر المعلومات الأخرى حول اللقاح 45.3% وسائل الإعلام مثل الإذاعة والتلفزيون والصحف، و42.9% السلطات المحلية/الحكومية، و39.6% الأصدقاء وأفراد العائلة/الأحاديث المتداولة، و38.0% المختصين في مجال الرعاية الصحية/العلماء والأطباء وخبراء الصحة، و37.7% المواقع الإلكترونية الرسمية.

مفاهيم عامة حول اللقاح

على صعيد متصل، تضمن استطلاع الرأي سؤالاً يشمل عدة خيارات تعكس المفهوم العام حول لقاح كوفيد- 19. وبطرح عدة عبارات أمام المستجيبين للاختيار بين الموافقة عليها أو رفضها، أقر 77.2% باعتقادهم بأن اللقاح أكثر أماناً من الإصابة بالفيروس، فيما لم يوافق أكثر من ثلثي المستجيبين بواقع 71.0% على عبارة لقاحات كوفيد- 19 أكثر فتكاً من الفيروس ذاته.

وافق أيضاً 65.7% على فعالية اللقاح في الوقاية من الوباء، بينما لم يعلم 57.9% إذا كانت لقاحات كوفيد- 19 سبباً في زيادة تعرض المرأة الحامل لخطر الإجهاض. ووافق 5.4% فقط على عبارة أن لقاحات كوفيد- 19 يمكن أن تتسبب في تغيير الحمض النووي للإنسان، وهناك 29.7% وافقوا على أن لقاحات كوفيد- 19 يمكن أن تسبب الإصابة بالمرض.

لقاح كوفيد- 19 للأطفال

فيما يتعلق بالمعلومات المتعلقة بلقاح كوفيد- 19 للأطفال البالغين من العمر 18 عاماً أو أقل، أفاد 67.2% من إجمالي عدد المستجيبين بأن معلوماتهم عن هذا الأمر لم تكن كافية؛ وذلك بتأييد 68.9% من الذكور و64.7% من الإناث.

أشار 57.3% من المشاركين الذين أفادوا بحصولهم على معلومات كافية حول لقاح الأطفال إلى أن مصدر معلوماتهم هو السلطات الصحية الرسمية، بينما 27.5% استقوا معلوماتهم من أطباء الأطفال ومقدمي الرعاية الصحية، و24.6% من المدارس.

أوضح 9.9% من المشاركين في استطلاع الرأي أن أطفالهم عبروا عن خوفهم من أخذ اللقاح بطريقة ما، من بينهم 43.8% أرجعوا سبب الخوف إلى رهبة الإبرة، و31.3% إلى الخوف من الأعراض الجانبية الفورية المحتملة، و25.0% الخوف من الأعراض الجانبية المحتملة على المدى البعيد. كما أشار 23.4% من المستجيبين إلى أن سبب القلق هو الشكوك حول ضرورة اللقاح ومدى فعاليته، بينما أرجع 21.9% السبب إلى سلامة اللقاح بشكل عام.

……………………..

منهجية البحث والخصائص الديموغرافية

اعتمدت هذه الدراسة على منهج البحث الكمي، حيث أجرى الباحثون الميدانيون مقابلات عشوائية مباشرة مع المستجيبين في أنحاء متفرقة من إمارة دبي وذلك في الفترة بين 27 ديسمبر 2021 و15 فبراير 2022، من خلال استبانة اشتملت على 25 سؤالاً تناولت محاور البحث.

91.1% من عينة البحث تشكّلت من سكان إمارة دبي وقت إجراء الاستطلاع، وقد صُممت العينة لتمثل مختلف فئات المجتمع في الإمارة، حيث بلغ العدد الإجمالي للمشاركين 644 مستجيباً، شكّل منهم الذكور 60.9% والإناث 39.1%.

شملت العينة أيضاً مستجيبين من عدة جنسيات، شكّل منهم الآسيويون 59.3%، والعرب 18.9%، والإماراتيون 9.8%، والمستجيبون من الأمريكتين وأوروبا معاً 9.8%.

المزيد من البيانات الصحفية